اللغة العربية للإستخدام اليومي: أحلامي طفلة “٣”

تجربة التدوين: اللغة العربية للإستخدام اليومي  ( أنا كفاطمة)
اليوم الثالث: أحلام الطفولة..

ليس سهلاً الآن أن أسترجع تلك الطفولة بذاكرتي فقط، أود لو أدير عجلة الحياة لأعود طفلة ذات جدائل!
أحلامي في الطفولة كانت كثيرة جداً حتى أني الآن لو أتذكرها سأعتبرها كحقل أزهار ملون، كنت أجد في طفولتي الحياة عبارة عن قوس مطر يرقص !
أظن أني جمعت أحلامي الطفلة في صندوق أسراري ودفنتها وأنا نائمة في أحد أحلامي .. لكن أغرب حلم كان ..
هو أني أتحول إلى أحد الشخصيات الكرتونية وأمثلها، كنت دائماً أجد أبطال الكرتون شخصيات تشبهني في حجمها، كنت أتمنى أن أكون  ليدي “لين” تلك الأميرة التي لا ترضى إلّا  أن تصل لأحلامها الكبرى أو هايدي تلك الفتاة المشاكسة المتفائلة، التي تبعث الحياة للآخرين !
كان حلماً طفولياً وكنت أرغب فيه بشدة ! تخيلوا لو كنا حقاً نستطيع أن نتحول إلى شخصيات كرتونية ماذا كنت سأكون؟! وماذا سيتعلم الأطفال من قصتي؟! و هل سيكون اسمي فاطمة ؟! علها تحدث .. لا أحد يعلم ..  🙂

ذكريات الطفولة لا تعجز أن تعيدك طفل .. لم يكن في الحسبان أن في جدولنا الممتلئ يوم لزيارة “هايدي” لكن المفاجأة هي أن يوماً ما سقط سهواً من الترتيب، فقررنا أن نعود أطفالاً ونذهب تلك المدينة التي تقع في شمال سويسرا على حدود ألمانيا في مرتفعات الألب الجميلة ..
لن أتحدث كثيراً سأدع الصور هي المتحدث عني ..
لكن حقيقة بين أرجاء المنطقة تكاثر الحس الطفولي، الذي امتد لأتذكر كم كنت أعشق تلك الطفلة هايدي وعبثها الطفولي البريء، كنت أستيقظ وأتسمر أمام الشاشة أنتظرها لتطل فأتوق لزيارة “آلمراعي” وحلْب الأغنام .. كنت وقتها أتمنى لو أحضى بمن يشبه “يوكي” لأتقاسم معه الشغب.. كانت تُظهر الحياة البرية نقية و جميلة جداً ممتلئة بالحياة !
فعلاً هذا ما شعرته حين تسللت إلى كوخها الصغير الذي يُعتبر اليوم “متحفاً” يزورها الناس فيه من شتى البلدان، و تتداول قصتها الأجيال، في ذلك الوقت وأنا أنتقل من غرفة لأخرى إلى أن وصلت “آلمطبخ” تذكرت كيف كانت تصنع الجبن، والخبز، وكأني كنت أشم رائحتها هناك .. كانت تجربة فريدة أن تعود طفل لغضون ساعات بين أغراض صديقتك الوهمية !
سألنا إن كان أحد من عائلتها لا يزال موجوداً أو يستقبل زيارة السائحين لكن كان الرفض هو الجواب !

سأترككم مع الصور ..

هايدي الطفلة !

من وحي الطبيعة !

هذه السطور أضعها هنا كما أوحتها لي الطبيعة الجبلية الملهمة ! لا أريد اللعب بالحروف التي حفرتها هناك، هي نتاج التأمل والسحر لذا لم أدمجها ببعضها بل تركتها متفرقة!

1) ما أصعب أن تشق الحزن وتتكيء عليه لتصعد سلالم النجاح، لكنها الخطوة الأولى لرؤية الهدف المتسمر كعلم مغروس في قمم الجبال!  أن تتجه إليه في طرق مستقيمة ويسيرة تخطئ كثيراً في حق أحلامك ونفسك، تذكر كما لا تنسى أبداً أن القمم نأتيها في طرق متعرجة، ممتلئة بالحجارة، تفقد فيها أنفاسك كأنها الروح الصاعدة للسماء، بل هي الخطوة التي لابد منها لتصل.

2)إن الحياة في الأرياف تناسب من يهتم بالتفاصيل مثلي، من يعتني ويهتم بتشكل الغيم في السماء، من يلحظ عناق السحب للقمم ، من يترنم بصوت الماء المنسكب في الجداول، من يرتكب مخاطرة صعود الحجارات المكدسة وملاقة الرياح المتسارعة !!  التفاصيل في الريف ليست فقط تلك، بل هي طريقة حياة فيها الكثير من العزلة بعيداً عن ضوضاء البشر ومن العبث والحضارة المدنية، فيها العديد من التلاحم الفطري بين الإنسان والحيوان والطبيعة، فيها التوسع في دائرة التأمل في حجم التعاسة التي وجدنا فيها وباتت أقدارنا، إلا أننا نحظى بأجزاء متفرقة من سعادة تتخللها!! الريف علمني كيف أعشق تفاصيل روحي، وأتعلم الحب الذي لا يتعلق بالأرواح وإنما بالجمال، وربما الأماكن ، والمساكن البعيدة، تعرفت على روح الطبيعة ، وذاب في قلبي حب الجمال الإلهي الذي يبصر له القلب قبل العين، والعقل قبل النفس!! إنه جمال الله في الكون!!!

3) إن الطبيعة وحدها تكفي لتكون معلماً! فإن أحسنت الإصغاء إليها بقلبك، وجوارحك، أكرمتك ونفعتك دهراً! لطالما كان التأمل صفة مرافقة لي، لذا أهتم بالتفاصيل جيداً واعتني بها كثيراً فهي وليدة التأمل و المراقبة ! كان الريف الفرنسي الذي سكناه لمدة أسبوع كامل، مورداً ضخماً لي للتعرف على أسرار الطبيعة وجمالها!
فكم أشتهي العودة لأعيش جزءً من عمري في ذلك الكوخ، الواقع على جبال الألب، ذلك الجبل الذي ليس له ولحدود الدول أو جغرافية الحدود أية صلة، فهو ذاته بصلابته وشموخه،  سواءً كنت في الجهة الفرنسية منه أو الجهة السويسرية !!
أبصرقلبي في الريف السلام الروحي، والهدوء المتناغم مع زقزقة الطيور ، وهدير الجداول ! كان لكل شيء طعم و مذاق مغاير عما عرفت يوماً، كالماء البارد الجاري من الجبال عبر ذاك الغدير مخترقاً الصخور و متسللاً خفية خلف الشجر، به رويت ظمأ قلبي قبل عطشي،به اغتسلت روحي، به كان بالإمكان كل شيء حتي الوقوع في الحب، إن تلك البقعة من الأرض هي تماماً قصة حب قد يقع بها أي بشري يفتنه الجمال،وأنا وقعت في فخها، عندما أصغيت وأصغيت لسحرها، وانسجمت مع لغة الكون فيها! عندما خلعت عني عمري وعدت أدراجي طفلة ، تلهو على العشب دون حذاء، تفرح بالمطر وتستمع إليه كعذراء يلهمها لتكتب الشعر، كان الريف تجربة جمالية ووقعها في نفسي كالسحر، طهرت القلب، وضمدت الجرح ، وأزالت الرتوش المحيطة بي !!

لكن أن تدمن ذاك المكان وأنت تعلم أنك مفارقه هو جرم كبير لنفسك ! لأنك عندما تفقد مكاناً يشبهك تماماً كأنك تفقد روحاً تشبهك، هو الفراغ الذي يعتريك من الفقد، والهجوم الذي يباغتك من الذكرى، فما أقسى لحظة الوداع، أقمت طقوساً لذلك الوداع كأن جمعت بعض الحصاة من تلك الأرض ودفنتها بين كفي، وابتسمت أن لن أنساكِ يا حباً احتضنني وياوطناً مد يده لي!!

ميلاد جديد !


أن أكتب عن رحلتي فأنا أسجل بذلك تاريخي وميلادي الجديد، وصولي سويسرا كانت أمنية من أماني العام الحالي، ارتسمت على شفتي إبتسامة كبيرة هناك لم تغادرني وكأنها وشم طبع في وجهي وعيني، من يتنفس عشق قد سكن قلبه سيبتهج حتماً، لست متحيزة لسويسرا كبلد بل أقدر جداً جمال تلك الأرض، فسبحان من خلق الجمال وتلك الطبيعة التي لا تستطيع إلا أن تخضع روحك إليها فتتبخر الهموم عنك شئت أم أبيت! فأينما وليت وجهك، يمنة ويسرى تستقر عينيك على جنة خضراء، وبحيرات ترى عمقها صفاء، وجبالاً توجتها الثلوج البيضاء ! في تلك الأرض يزداد إيمان المرء بحسب تفكره وتأمله ماحوله .. بعد هذا كيف لايخشع القلب ؟! وكيف يضيق الصدر؟! أعلم جيداً أن الكلمات لا تستطيع بدورها هنا وصف ذلك الجمال، لكن قد يكتب قلمي دروساً قدمتها لي الطبيعة ، وقد أكتب في طيات التدوينات القادمة عن الصحبة التي أقمتها بيني وبين حياة الريف البسيطة!
هذه الرحلة استخلصتها لنفسي خالصة من كل هم ووجع اعتراني طيلة العام، فكم سرت بمحاذاة الألم داخلي، وبكل بساطة أشيح بقلبي عنه وألتفت إلى جديد لم أجربه وأقدم عليه غير آبهة بأي مانع قد يثبطني، فبذلك اثري نفسي وقلبي ،و ابتعد خطوة عن الألم في كل مرة !

في ضيافة سويسرية..

كانت المرة الأولى في حياتي أن أختلط فيها بعائلة سويسرية اختلاطاً شبه كامل، كانت دعوتهم لنا كرماً أوروبياً لم أعرفه قط، فأنا كعنصرية أقصد عربية  كنت لا أعرف كرماً غير الحاتمي الذي نسب إلى حاتم الطائي ومن ثم ألتصق ذلك اللقب بالسلالة العربية من بعده أي كل عربي كريم وأصيل، كان أول اجتماع لنا معهم  في محطة القطار،كم من الوجوه رأينا، كم ذلك التشابه الذي يحمله الأوروبيين في أشكالهم يبقيهم في عيني كإمرأة واحدة ورجل واحد، فلهم ذات البشرة البيضاء وذات الشعر الأشقر ، وذات العيون الملونة التي تنعكس فيها ألوان طبيعة أرضهم ، إما كالبحر زرقاء أو كالعشب خضراء! لكني أستطعت تمييز أبناء أخي اللذين كانا بصحبة الجد والجدة السويسريين – أعرفهم من قبل بالتأكيد – لكن أقصد هنا التمييز الناتج عن الإمتزاج بين الشرق والغرب فكان بادياً على ملامحهم فليس لهم ذات البشرة البيضاء ولا ذات بشرتنا السمراء، وليس لهم ذات الشعر الذهبي ولا الأسود الداكن مثلنا ،فسبحان الله كم أضفى ذلك الإمتزاج جمالاً يسر له الناظريين ، وغدا سبب وصل بين عوائل لا تتشابه لا في أصل ولا دين!


عند وصولنا الشقة الفندقية التي منحونا إياها في الطابق السفلي من منزلهم استقبلتنا بقية العائلة من أبناء وأحفاد بكل  حفاوة وإكرام، كان يوم وصولنا متزامناً مع عيد مولد ابنة أخي، فأقيم احتفالاً لسببين أحدهما وصولنا ، والآخر بالتأكيد هوعيد الميلاد، كان تواجد تلك العائلة كاملة هو أكثر ما جعل عيناي تتسعان دهشة ، فخلفيتي عن العوائل الأوربية هي أنها لا تهتم بالحياة الإجتماعية، و لا تأبه لا بعائلة ولا أبناء ولا أحفاد! لكن من يسمع ليس كمن يرى ، ويعيش ، ويجرب! فكان الجد هو الحضن الكبير الدافيء لأحفاده ولأبنائه من قبل، والجدة تقدم جل ماتملك فداءً لأبنائها الخمسة وأحفادها السبعة، ناهيك عن أخلاقهم و إنسانيتهم فكأن الضاحية جبلتهم على الفطرة الأخلاقية الصحيحة ! اجتمعنا في الحديقة الخلفية التي بدورها كانت مطلاً لمكان إقامتنا، كان النظر من الشرفة على تلك الجنة مبهجاً جداً ، أحتفلنا هناك و كان الجو جميلاً ،كانت الشمس مسللة خيوطها من بين الشجر، وكان صفاء السماء قد انعكس على صفحة الماء، لن أغفل عن ضحكات الأطفال وشغبهم كيف كان يصدح في كل الأرجاء وينشر البراءة في الهواء، غنينا لأجل الطفلة ” آية” و قدمنا الهدايا ، اختلطت صيحاتنا التي كانت مزيجاً من عدة  لغات في فضاء تلك الحديقة ” العربية – الانجليزية- السويسرية الألمانية” كان مشهداً رائعاً ودافئاً يصلح ليكون بداية فيلم عن التعايش، بدا الإنسجام ظاهراً على كلا العائلتين كما لا يخفى وكأننا كنا نحمل ذات الدين وذات العرق أوأننا نتطابق في العادات أو اللغة ، بالرغم أننا مختلفين تماماً تماماً !  لم يقتصر كرمهم على ذلك، جهزوا لنا مسبقاً برنامجاً سياحياً متكاملاً ، كان ذلك من باب الإكرام أيضاً و برأيي أنه كان كرماً معنوياً أكثر منه مادياً أو وقتياً أو لحظياً على الأقل بالنسبة لي ، فكان بدوري أني كنت أفضل وطوال الوقت أن نظهر كمسلميين دون أن نشوه الدين ببعض عاداتنا العربية – الحضرمية- القبيحة!  كان لنا معهم على تلك الأرض ذات الخطوات ، تجولنا برفقتهم ذات الأمكنة، تصاحبنا في بعض الأسفار دون أن يفقد أحد هويته لأجل الآخر.. ماتعلمته هو لاشيء سوى أنني كنت جاهلة بقدر ماتعلمت في المدرسة، كنت ظالمة بقدر مااقتصرت على ماسمعت ! أأسف أن أغلبيتنا لا يعرف عن المجتمعات الغربية إلا مادرسه من خيالات عابثة هي ذاتها التي نقلت لنا مساويء لا حدود لها عن تلك المجتمعات ،إيحاءات وتصريحات وأعنفها المؤامرة المحاكاة ضدنا، دون ثوابت عقلانية نستدل بها لنتحقق، ما تعلمناه هو مجرد لعبة أو كذبة صدقناها، أنهم الظالمون ونحن لسنا سوى المظلومين،  متوغلة فينا فكرة أنهم يسيروننا حسب إرادتهم ورغباتهم فقط لأنهم ضد المسلمين، زرعنا أحقاداً اخترعتها لنا حالة الضعف المتراكمة منذ زمن، وما كان منا إلا أن اتقنا ذلك الدور “دور المظلوم” ! برأيي بعض المشكلات ناتجة من التعميم (جميعهم – كلهم) تلك العبارات وغيرها هي ما أفسد كل شيء في حياة المجتمعين وأيضاً  الإنغلاق الحاصل بيننا.. فالحقيقة أننا كلنا بشر وكلنا نتحيز لطرف دون آخر بعلم أو دون علم – نزعة البشر- هي رؤية الآخر من خلال المعرفة المسبقة عنه دون المعرفة بالحقيقة كاملة. لكن كما ليس جميعنا حاقداً و كارهاً للغرب، هم أيضاً ليسوا كذلك، فهناك ما يسمى بالإنسانية وذلك ما يغفل الإنسان عنه مع الأسف !!

لن أعمم أن المجتمع الغربي كله كتلك العائلة لكني يقيناً أعلم أنها ليست العائلة الوحيدة أي هي ليست شاذة على كل حال!وإلى اليوم لا زلت أشعر أني ملجمة جداً في وصفها وفي صياغة كلمات الشكر لها،لا أزال فاتحة فاهي فاغراً من وقع الدهشة والجمال الذي لازم أفعال تلك العائلة، كم هي ضائعة  الحروف مني ، و لا شيء سوى شكراً أقولها بإمتنان!!

في مطار جنيف!

أفتقدتك طيلة سنة كاملة إلا بضعة أشهر، حاولت أن أسلي نفسي في بعادك يا أخي وأختصر الأوقات بالإنشغال عنك على قدر استطاعتي مغالبتي الشوق، من قبلك قد فقدت أخي الأكبر ومع مرور الوقت أصبح غيابه وحضوره شبه روتين حياتي لكنه ظل غصة قلب أبدية ذاك الغياب، أما الحضور فهو ملازم للقلب! المهم هنا هو الشهر الفائت قبل 30 يوماً بالتمام والكمال، أغلقت شنطتي، أبدلت عبائتي بملابس السفر ، وحملت جوازي بيدي، ورافقت عائلتي الحبيبة وحلقنا على متن الطائرة التي هبط قلبي قبلها في مطار جنيف تلك المدينة الساحرة، التي اختضنتنا جبالها ، ورتبت على أكتافنا أمطارها، حط قلبي على عتبات لقائكم أخويّ، كم كانت لحظات سعادتي برؤيتكم تخطف كل حزن شب واشتعل في ذاك البعد المرهق ! لوحتم لي وتعانقت أيادينا وقلوبنا، أصبح للفرح مكان ومتسع بوجودكم ، و أصبح في قلبي رحابة لم تكن يوماً لتضمن لي سعادة لا يشوبها حزن شهر بأكمله ولله الحمد 🙂 كان لقاؤنا جنة الدنيا، وكانت أعينكم هي الإحتفال ، والدموع هي الماء البارد الذي انسكب من عيني بعد أن أحال كل أشهري شتاءً قارساً ! الحمدلله الذي جمعنا بعد الفراق !

ثرثرة وحكايا !!

كعادتي اخترتك يا مدونتي لأثرثر، لأحكي لكِ عني.. اشتقتك كشوقكِ لحروف تنسكب في صفحاتك كماء ورد لتنتعشي !
أظن أنكِ مستعدة لأية ثرثرة مهما كان نوعها.. سواء كانت باكية او تتراقص فرحا، حزينة او كانت تشتعل حماسا.. المهم ان نختبئ هنا انا وكلماتي!
صديقتي المدونة .. احتفظي بي.. وباحاديثي الهامشية!

بين طيات الحكايا، قلبي الصغير كتب معاهدة و قرر…

الاحتفاظ بكل الوجوه المبتسمة، وبكل الكلمات الصادقة وان كانت عابرة، قرر ان يبحث في التفاصيل عن الأمل، والحب ، والحياة!!
قرر ان يجد رحمات الله المستترة ، المنتشرة .. الواضحة المبهمة!!
قرر ان يبتسم كل صباح بتفاؤل.. قرر ان يجمل الايام بدفء الصداقات!!
قرر أن يغتسل بماء الصبر ليكون جاهزا دائما لدروس الحياة المتعاقبة!
قرر أن يبتكر ساعته الرملية التي تكون له منبها بأوقات الفرج!
قرر قلبي الصغير.. أن يبحث في النور عن الحب !!

اليوم تحديدا .. مارس قلبي طقوسا جديدة ! بعيدة عن كل شيء وقريبة مني جدا .. كان يومي مليئا باحداث تتحول تلقائيا الى مخزن الذكريات في اعماقي! ساذكرها، اتنفسها، واحفرها في سنتي ٢٣. هل حقا بقيت ايام قليلة وساكبر.. عادة لا احب النهايات .. لكن اتمني لهذه السنة ان تنتهي وينتهي معها الكثير!

تساؤولات تكبر في عقلي! كما يكبر الرقم المصاحب بالعمر..  احلام تتكاثر وتأوي نفسها لتكبر، وألم يجد لنفسه ثقب صغير يتسرب منه ببطء إلى الفضاء! اهو بداية نضج! ام هي حالة استقرار قد تمرها رياح تعيد بعثرة الروح من جديد؟! تمزق الذكرى الجميلة..!  انا اثق بان الارادة يعجز المستحيل من تدميرها وان طال الزمن.. وتغيرت خارطة الوصول ! انا اثق بي اليوم! اثق بأني اتغير ..

“والصبح هذا الزائر المنفي من وطني .. يطل الآن ,يجري .. ينتشر” فاروق جويدة

عـشقـ أبدي ..

قد يكون نصي سخيفا هذه المرة.. وقد لا يروق لأحد هنا غيري.. وقد يدمن عليه آخروون إن كانوا يشتركون معي ذات العشق ..

أ أكتب عنك هذه المرة؟ أم أكتب كيف نتبادل العشق في كل مرة؟ أ أكتب جنوني بك؟ أم أكتب كيف يجن بك من يعرفك؟ أ أسطرك صورة متعة لحظية ووقتيه؟ أم حب أبدي لا ينتهي ؟

عندما ينتابني شعور الملل .. الإحباط .. “التناحة”.. انظر إلى الحائط وأوقف عقارب اللحظات لألتقي عشقي الذي أدمنته منذ طفولتي وسيلحقني لكهولتي.. انسحب إليه من بين كومة الأوراق .. انزوي إليه وإلى أجواء لا تشبه إلا نفسها.. اتفادى كل المشاعر .. وألتحف السكون.. يعم الهدوء.. وأكون كمن غاب عن وعيه.. واستيقظ حسه الروحي فقط.. أقف أمامه فيسرقني من عمري.. ويراقص أصابعي لتحتضنه دفئاً .. فيذوب إلي عشقاً.. اكشف عن المستور لنتشاطر المتعة.. أتنفس رائحته.. اقبله .. فيغالبني الصبر .. فالتهمه قطعة قطعة .. بحركة بطيئة .. وإدمان لا حدود له .. هو عشق الشوكولاته .. وجنون اللحظات 🙂

عتبات النصر..

على عتبات النصر ! بالنسبة لي هذا هو المعنى الوحيد لما يحدث ..
البعض قد يقول أنني أحلم أو أني عاطفية جدا! وعاطفتي تغلب عقلي .. لا يهم فقد يكون ذلك صحيحا ..
لكن ما اراه اليوم من جحافل بشرية تخرج في مصر .. لتنصر العدالة! تهتف من أجل الحق! وتصرخ لأجل العزة! وتنتفض من أجل الكرامة! ليس فقط يلهب العاطفة والقلب والمشاعر.. بل هو أيضا يثير الكثير في عقلي..إن انتفاضة كهذه لا يجب أن تقف على مصر وحدها أو تونس ! ولا يكفي أن ندعمها بالخروج ورفع بعض الشعارات في الشوارع! أظن أن المسألة أعمق بكثير .. انظروا معي وتخيلوا البيت الأبيض !! والتصريحات المتغييرة يوما بعد آخر !! على ماذا تدل ! إلى ماذا ترمز! من وجهة نظري أننا الآن في اختبار حقيقي ..لطالما آمنا أن النصر قادم ! لطالما اعتقدنا أننا سنصنع التغييريوما ! فها هي اليوم الفرصة تقدمها مصر لنا على طبق من ذهب ! فلنشمر عن ساعدينا .. فلنتكاتف .. ولننهض معا كأمة واحدة ! فالمشاريع المؤجلة ، والجهود المبعثرة، وحق النصرة قد انوجد وقتها!

كلامي لا أريد أن يفهمه أحد على أنه عصيان ! بل أنا هنا بصدد ذكر أن الانفتاح الحاصل اليوم من أجل الحق والحرية لا بد أن يكون للجميع نصيب فيه .. فبعد رؤيتي للبطل وائــل غنيم بالأمس أكد لي أننا شباب ماعدنا غافلين أو غارقين في بحر الظلمات الذي صنع لنا كفخ لنقع فيه! على العكس فكل ما كان ينظر إليه على أنه سلاح لتخدير عقولنا من وسائل إعلام جديدة أصبح اليوم هو الأداة التي تربطنا توحدنا وتنقل لنا صورتنا الحقيقة التي زيفت وعجنت ووضعت في قوالب جاهزة الارتداء و لكن الحقيقة أننا نخلعها ونرتديها وقتما أردنا! فبعد الآن لا أحد يستطيع أن يخمد جهودنا! فلنا هنا صوت  ! ولنا هنا مساحات تعبير ! ولنا هنا عالم حقيقي !

رسالة لي وللجميع .. من اليوم .. من مصر ومن تونس .. ومن هنا أين ما كنا .. فلنبدأ صياغة نهضتنا .. صناعة زماننا .. وتحويل أقوالنا إلى أفعال .. فنحن على عتبات النصر . على عتبات الوحدة .. على عتبات الأقصى ..

*ملحوظة: إن هذا شي من الوجد .. من العقل .. ومن الأمنيات فلنجعلها حقيقة معا ..

حقا .. بداية مختلفة !!

فقط قبل شهر ! كنت أتسأل كيف سيكون عام 2011 .. لطالما آمنت وعشت بترقب دائم أن أحد بدايات الأعوام المتداولة في حياتي ستكون مختلفة بالقدر الذي يدهشني!
و بالفعل فهاهو عام 2011 بدأ بداية غير عادية! بداية تحمل معها ثورة غضب جبارة في الشارع العربي! وقوة تفاؤل أشعر بها في جسدي وقلبي .. فملايين من عالمنا العربي الاسلامي ينتفض !
هي صورة أعيشها ليست من وحي خيال! وليست أمنيات ! هي حقيقة تلك الثورة التي أراها تهز العالم بأسره! فخلال شهر تغير وجه الأرض ! خلال شهر انقلبت موازيين الحياة! خلال شهر عشت أكثر من عمري!
هل أقول أن مايحدث بالجوار هو وقودنا لأمور أكبر تجاه أمتنا الإسلامية؟!
هل أقول أن صرخة تونس وترددها في مصر هي بداية الانتصار للأقصى ! فإن ما يحدث يرسخ بقلبي أن الأمة الإسلامية قد تمرض و قد تدخل في غيبوبة طويلة ! لكنها لاتموت أبدا! نعم لا تموت !
أستطيع أن أقول أنني محظوظة وجدا أني اعيش هذه الأيام لأكون شاهدا على التاريخ! فحدث بحدث يسجل في صفحات قلبي ولا يمحى! وصورة تلو اخرى تنطبع في الذاكرة ولا تنسى ! ورأس تلو اخر اراه يسقط ولن يرفع ابدا ابدا !

سجل يا تاريخ !

جدة.. لا لن ننسى !!

لم أعد أعرف مالذي يجب علي كتابته! أصبح الواحد منا كلما رأى سحابة سوداء بالقرب يهرع لبيته مسرعا! وكلما حاولت السماء ان تبهجنا بهتانها يفزع ويجري اتصالته ليطمئن على أهل بيته! منذ متى كانت زخات المطر رعبا؟ منذ متى كانت عطايا الإلـه وهدايا السماء وجعا؟

كيف حولوا المطر إلى قاتل.. وحولوا قطرات المطر كأنها قنابل ! فالنتائج واحدة.. احتجاز .. تشرد.. فقد .. والبعض دون غذاء.. دون دواء .. ودون كهرباء أيضا؟!
كلماتي هذه اعلم انها تمر في عقولكم وأذهانكم ايضا! أستجديكم وكل قلب! هذه المرة لن نسكت.. لا… نريدها ان تكون ثالثة! ضمائرنا حية لذا لن ننسى ..
الأمس كان ثقيلا حد الألم! لم استطع ان اغفو حتى ساعات متأخرة من الليل..كنت أريد أن أطمئن على الجميع بدون استثناء! مدينة بأكملها كانت تعيش حالات من فزع وكأنها حرب ونار!
فقط ماكان يشفي القلب هو الشباب.. كانوا يدا واحدة .. قلبا واحد! حاولوا بقدر استطاعتهم ان يقدموا يد العون لمن يحيط بهم! لمن يحتاجهم! بوركت جهودهم .. ومازالو مستمرين .. مثابرين.. ومجاهدين أيضا..