مجرد ثرثرة ..!!

 

بعض الاشتهاء لامعنى له !! أتذكرين حين قلت لكِ ذلك؟!
أجبتني بحرقة .. دعينا نكتب.. فستتحقق ..!!
تلك الليلة جمعنا ما نشتهيه ونتمناه .. كتبناه في ورقة .. ودسسناه في قارورة !!
احتفظنا به داخل قلبينا وفي صندوقنا السري .. داعيين أن تتحقق !!
تلك الأمنيات احداها مازال يرن في اذني .. مهما طال الغياب ..
-أننا سنصنع سوية عالم الأحلام و ماعجز عنه الأنام .. سنحقق سوية مانريد مهما حدث ومهما ابعدتنا الأيام.. وقادتنا الحياة الى نقاط متوازية لا نلتقي فيها معاً.. تعاهدنا أن نخالف كل قوانين الأرض ونجتمع إن حدث ذلك ..!!
وقعنا على تلك الكلمات .. و بصمنا ..!!

قد لا تذكرين شيئا مما أكتبه الآن !! أو علي كنت أهذي وحدي !! وكنتِ تعيشين في عالم لست فيه!!
فها انا اشتهي وحدي ..!! أهذي وحدي .. وأثمل وحدي أيضا..!! أراقص الحرف .. واتغزل في السطر .. وأرتجي القلم أن لا يجف !!
يامن كنتِ صديقتي …
– أشتهي أن أكون معكِ الآن .. تمسحين دمعي .. تربتين على كتفي كما كنتِ تفعلين!!
– اشتهي أن نجتمع على تلك الكتب لاهثين خلف الأجوبة التي تدور أسئلتها في رؤوسنا..!
-أشتهي أن نمارس بعض الجنون .. أن نبيت سوية أقصد أن نسهر سوية نتبادل بعض الأحاديث السرية .. والشجية ..!!
– أشتهي تسلق الحرف معا!! أشتهي أن نرقص.. أن نغني وأن نطرب معاً!!
– نتبادل ذلك النقاش .. ونتفاعل في ذاك الجدال .. وان نضحك في آخره على أفكارنا المجنونة !!
– أشتهي حقاً معجزة تعيدنا إلى ذلك اليوم الى تلك اللحظات .. ويتوقف الزمن!! لا أريد أن نضيع وسط زخم الحياة وكهوفها المظلمة!! ولا نجد خط العودة !! ان لا نلتقي مجدداً ..
– فرغم كل وسائل الاتصال الحديثة!! إلا أني لا أجدكِ بها!! ولا أراكِ ..!! ها نحن نتنفس نفس الهواء.. ونمشي على ذات الأرض ونتلحف ذات السماء!! وننظر إلى نفس القمر والنجوم .. لكننا لسنا معا!!
فحقا بعض الاشتهاء لا معنى له!! فما كنت أؤمن في ذلك الوقت أن الصداقة لها مدة صلاحية كغيرها من الأشياء.. كان ايماني بها انها عهد أبدي لا يبور ..!! حتى في الآخرة لنا نصيب منه!! فلما خالفتِ ذلك الوعد الإلهي ؟! لما تخليتِ عن ذلك الكرم الرباني؟!
أحقا أنتِ ممن ينسون الجميل ويسيرون بعكس رغباتهم؟! هل انت ممن يبدلون عاداتهم بأخرى ؟!
لم أعرفكِ جاحدة.. لا مبالية.. ساخطة!! ومادمت عرفت .. فهذايعني أنه لم يعد بيننا فاصلة، بل نقطة.

وداعاً أبداً.

عام جديد :)

تسألت كثيرا،، اين ادس امنيات هذا العام؟! اين اخبؤها؟! اين احفرها؟! لم اجد غير مدونتي العزيزة!! التي تتحملني عندما اهذي فرحا!! وعندما ابكي حزنا ووجعا!!
منذ ان اشرقت شمس الجمعة وعقلي لم يكن ويهدأ!! حاولت ان اتكهن كيف للعام الجديد ان يكون بعد ان نمت مقهورة ليلة البارحة على جدة؟! اين هي العلامة التي تهديني ان اليوم هو يوم جديد عام جديد!!
لكن عند قرآتي سورة الكهف هدأت نفسي وتطمأنت عند الآية” ربنا اتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من امرنا رشدا” كانت كمسكن لي كما كانت بقية السورة بردا وسلاما!!
– اتمنى ان اطبع بسمة في قلب كل عابر في حياتي واترك ذكرى طيبة في نفسه!!
– اتمنى ان اكون ايجابية متفائلة !!
– اتمنى ان اكون سببا في التغيير !!
هذه اهم الامنيات كما هناك الكثير الكثير غيرها!!
فجأة وانا اسرد امنياتي على نفسي تدخلت ذاكرتي بعنف كادت ان تصيب احلامي انهيارا كاملا!!
فقط عندما عدت بذاكرتي لبضع اشهر مضت!!
عندما صفعتني الايام بضربة قوية على قلبي!!
فاكتشفت معادن الكثيرين في هذا العام!! عرفت كيف اتعامل مع كل فرد بما يستحقه!! صحيح اني فقدت الكثير من روحي مقابل ذلك لكني فهمت الحياة اكثر وتعلمت كيف اواجهها بقوة اكبر!!
مقابل ذلك وفي اوقات كثيرة وجدت الحب الصادق في قلوب من هم حولي !!
تعلمت الكثير من الاشياء، تعرفت على الكثيرمن الشخصيات الرائعة!!
والاهم اني مسحت الكثير من الذكريات المزعجة من حياتي!!
في عام 2010 تعرفت على روح مميزة انتشلتني من القاع!! علمتني كيف اعتني بجناحي جيدا لاطير بمستوى اعلى مما عرفته !! علمتني كيف اواجه الضمير!! علمتني كيف اكون اصدق بقلب وعقل اوعى!!
علمتني معنى العطاء بعد ان اختلط علي امره!! كانت صديقا مقربا !! احتضنتني كلماتها كثيرا!! كانت ملهما في الكثير من الاوقات!! شكرا لقلبها الكبير..  شكرا لكل شي 🙂
تميز العام الراحل بالكثير من المناسبات الخالدة!!
بعدد كبير من الابتسامات التي ازاحت عني ضبابا كبيرا حال بيني وبين روعة الحياة!! الحمدلله
يااااارب استودعك احلامي واحلام الجميع 🙂 وكل عام والجميع بخير !! واتمنى لكم عاما مليئا بالعطاء والتقدم والنجاح !!

جدة تحتضر ..

جدة تحتضر بعد ان كانت عروس البحر الأحمر ..ماعاد هذا الخبر يتفاجأ به احد.. بضع قطرات تحيلنا الى رعب!! الى مأساة!! الى نهاية جدة!!

جدة.. أشختي جدتي لهذا الحد !! ماعاد هناك من يهتم لأمرك .. تغرقين تموتين أو تنوحين لا أحد يسمع !! لا أحد يشعر !! ولا أحد يهرع لينقذك!! أ هنتي عليهم بعد كل هذا العمر؟ جعلوكِ اضحوكة ومهزلة في التاريخ !! شوهوا اسمك !! و احالوك من عروس لعجوز قبل أوانك!! من فعل بك ذلك ؟ اهو المطر كما يدعون؟ او القضاء والقدر كما يزعمون؟ ام هو الفساد كما يفتون ؟ لكن الحقيقة انت اكثر من يعرفها !! هم رجالك!! أبناؤك !! ذلك المخادع وذاك الجشع !! هو ذاك الراشي وذلك المرتشي !! هو ذاك الكبير وذاك الحقير!! هم من وشموا على وجهكِ نهايتكِ !! جعلوكِ مقبرة جماعية سنوية!!
هم الذين احالوكِ الى الدمار لنعمون بوسائد حريرية.. وسيارات المانية.. وقصور فخمة !! هم الذين يخططون ليقضوا عليكِ بالكامل !!

جدتي .. لن نفرط فيكِ .. لن نخذلك .. فنحن أبناؤك .. واحفادك.. وسلالتك !! مازال هناك من يهتم!! مازال هناك من امل ..

ويعود الأمل من قلب طفل !!

منذ سنتين وأكثر وانا أتابع أخبار وأعمال غراس ونجاحاتهم المتتالية .. أفكار مبدعة.. اداء متميز.. واحتواء لقضايا الطفل بقلب واع محب ..
غراس هم مجموعة مذهلة من فتيات في سن العشرين أمنوا بروح الأطفال بأنها بذرة سيحصدوا قطافها غدا .. امنوا ان الأطفال هم العمود الذي سيعيد الأمة وسيعيد التاريخ والمجد.. امنوا بهؤلاء الأطفال فمنحوهم الفرصة ليثبتوا للجميع ان الطفل ليس هامشا في الأمة بل هو الأساس .. هو المستقبل هو الحاضر الذي يستطيع ان يعيد الأمل وينفض اليأس عن أكتافها.. فعملوا لأجلهم وقدموا الكثير.. هدفهم واحد وأرواحهم مختلفة هدفهم هو أن يقدموا شيئا للدين .. شيئا يكون لهم عزة ورفعة في زمن الهوان.. ان يجمعوا أرواحهم التي تتدفق حماسا وحبا للدين والأمة لييصنعوا تاريخا غراسيا خاصا ..

فكان مؤتمر غراس الأول من أقوى ماعملوا له ولأجله ..لانه وكما قالو ” الإعلام الجديد لم يصبح حاجة فقط بل أصبح ضرورة ! “ فكان المؤتمر من أكبر الأشياء الحقيقية العملية التي قدموها.. غطى جميع الجوانب التي تتحدث عن أنواع الإعلام الجديد للطفل وأهدافه ومدى تأثيره كـ ” تويتر- يوتيوب- فيس بوك.. وغيرها”..  تطرقوا إلى نقطة من يصنع الإعلام؟ ومادور الأباء في صياغته ومادور المسؤولين فيما يقدم ؟ ومادور الإعلاميين في كل ذلك ؟ والأهم مادور أصحاب القنوات والمستورديين للمادة المقدمة في تلك القنوات!!  كان هدف المؤتمر ان يعبر الطفل عن رأيه ويدافع عن حقه من هذا الإعلام.. وقف مايقارب8  أطفال بنين وبنات مابين 8 الى 15 سنة متحدثين وباحيثيين واعيين بالقضية .. ومابين مقدمين لحوارات مع شخصيات إعلامية كـ “مالك نجر-قسورة الخطيب-تركي الدخيل” واثقين في أن قضيتهم ليس من حق أحد أن يدافع عنها غيرهم .. فكان شعاع الأمل يشع من أعينهم .. كان الحماس يقوي أصواتهم .. وكان الإصرار عندما ارتجلوا بعض الأمور من عقولهم واضحا جليا .. كشفوا أولئك الأطفال عن مواهب ومهارات حقيقية ..!!

http://www.sabq.org/sabq/user/news.do?section=5&id=17305

من بين الأمور التي تطرقوا إليها في بحوثهم هي مقارنة بين فيلم من إنتاج عربي وفيلم من إنتاج امريكي وأنه بقيمة دقيقتين ونصف من تكلفة إنتاج فيلم ” Lion King” تم إنتاج فيلم “حلم الزيتون” كاملاً..!!!!!

قاموا بإحصائية على 300 طفل في المرحلة المتوسطة تقيس مدى اهتمام الأطفال ورغبتهم في المشاركة في صناعة الإعلام وكانت النتائج مذهلة كان 20% تقريبا لديهم الرغبة في انتاج إعلام يخص الطفل العربي المسلم .. لذا طالبوا بتوفير تخصصات في الجامعات تتيح لهم المشاركة الحقيقة في صنع الإعلام.. طالبوا بتوفير معاهد خاصة لصناعة شخصيات إعلامية!! طالبوا بقنوات وصحف خاصة بالأطفال متخصصة” إخبارية – إجتماعية” تقدم لهم مايتناسب مع اعمارهم ليفهموا قضايا الأمة ويشاركوا فيها ..!!

لن أبالغ في أن أقول ان كان 40% من الحضور كان اليأس قد تمكن منه فيقينا أن هؤلاء الاطفال كسروا سلاسل اليأس المحيطة بقلوبهم وابدلوها خيرا..
إن كانوا قد استسلموا للواقع والحقائق المؤلمة فحتما أن أولئك الأطفال اقتلعوها وزرعوا في ذات التربه أملا ..
إن كانو قد وصلوا ان تحجرت قلوبهم وماعادوا واثقيين أن وعد الله حق.. فلاشك أن الله قد قاد هؤلاء الأطفال تذكيرا و دليلا ..

فاكبري يابذرة فلا خير في الأمة إلا أنتِ ..

أين أنا ؟!

أباغت في هذه الأيام بــأنا- نفسي- التي  .. أجدها متربعة فيـ  الزوايا، متحلزنة فيـ  الأماكن الباردة !!
تدمن التفكير، تتوسد الحنين، وتتجمد ترقباً …
ماذا اصابنا حتى أصبحنا غرباء لهذا الحد ؟! أين أنا مني ؟! أين أنا من نفسي!!
عندما التقي بها في الطرقات لا أتعرف عليها، ولا تعرفني .. وإن فعلنا ..
نتجاهل بعضنا!!
وإن تواعدنا .. نضيع عن موعد المقابلة ولا نعود .. !!
لم أصبحت أخشى أن أكون فقدتها وضاعت في غفلة!!

أريد أن أجدها!! أحتضنها !! وأعترف لها .. أحتاجها ..

رحلة غير ..

انطلقت بحماس كبير.. عانق قلبي السماء.. وتوكلت على الله وناديت من أعماقيـــ  لبيك اللهم لبيك .. كان هدفي من الرحلة أن أعود بروحي كطفلة – نقاء.. بياض.. صفاء- نويتها بقلبي وجوارحي أن يكون مولد جديد وحياة..
عند وصولي أطهر البقاع في الأرض انتزعت كل الأقنعة عني.. وكل وشاح يخفيني..


صدمت ولوهلة من وضع المخيم.. اعداد هائلة لا تتناسب مع حجم المكان.. لا للخلوة.. ولا هواء بارد.. ازدحام..الأَسِرَّه صغيرة و متلاصقة.. ولكن سرعان ما تذكرت كيف ان هذه الرحلة ليست للرفاهية..ولا للراحة او للنوم.. هي انكسار وتذلل وخضوع..هي ترميم النفس واصلاح القلب.. هي دعاء وتلبية وتكبير..  تقبلت كل ذلك بقلب مبتسم 🙂

كانت رحلة ذات طابع رباني بحت خالي من الدنيا.. تقشف.. زهد.. وشفافية.. كانت تلك الوجوه التي قابلتها لا تحمل هم في قلوبها سوى رضا الله.. تحلقت في ذكر الله.. وطارت للقاء الله.. و بكيت طمعا في أن يتقبلها الله..

أيام معدودات.. تهذبت نفسي فيها.. وتنظمت مشاعري.. كما لو أنها أشهر أو سنون !! انزلت الناس الذين عرفتهم طيلة حياتي منازلهم !! تأملت حياتي وانكساراتي.. نجاحاتي و اخفاقاتي.. و دعوت الله أن يزيدني من فضله 🙂

أستودعت الله أحلامي.. روحي.. أمالي.. يقيني أن يتحقق ما أسعى إليه.!

الهي لك الحمد مرات ومرات ولك الشكر عدد من لباك ودعاك ..

الهي يا من اكرمتني بمولد جديد .. واذقتني حلاوة قربك .. الحمدلله 🙂

أيها الحب …

أيها الحبــ

عندما نبحث عنك نظن أننا سنجدك حضن دافئ لأوجاعنا و صخب مفرح لأرواحنا!!

أما أنت فمختال محتال تسرق القلوب دون استئذان!!
تأوينا حد التشرد، وتحمينا حد الخوف، وتفرحنا حد الألم!!
تذيقنا المرين معا مر الحياة وحلاوة الموت!!
ها أنا أهذي على شرفك !! فأنت خمرة القلوب!! وسكرة العقول!!
تحيلنا إلى دوامةٍ لا مخرج ولا مفر منها دون فقد!!
تباغتنا في الوقت الذي نكون فيه مثقلون بالمشاعر الخاوية !!
و ريثما نحاول أن نتغافل عنك ونكابر تكون أنت قد احكمت مصيدتك!! واستدرجتنا الى الهاوية!!
أيها الحبــ
كيف لنا ان نحترفك ونجعلك قبلة لنا كل صباح؟! كيف لنا أن نرتديك مساءً معطفًا فتجنبنا الصدمات العاطفية؟!
كيف لقلوبنا أن تتجرعك فرحاً؟! و كيف لك أن تصيبنا بداء الإطمئنان..!!  كيف لنا أن نتجسدك و ننثرك سحرًا بين قلوب البشر؟!

كيف لك أن تمطرنا جمالاً ؟! وترغمنا على الابتسام فيتكون قوسك مطراً يزيدنا رونقًا وسلامًا لبعضنا….!!

طريقي أخضر ..

أسرفت ياقلمي في حفر أحزاني على دفاتري وفي مدونتي وبين طيات قلبي..!! لقد أطلت في تمردك على أوجاعي، أصبحت تنقب عنها وتغرق مع تفاصيلها، تبكيك وترهقك !! حتى كدت أن تعلن إعتزالك عن الكتابة وتتعذر بجفاف حبرك!! ياقلمي العزيز،، إنني اليوم وبالرغم من كل حزن شرع أبوابه وفتحها على مصرعيها، إلا أن الله أرسل إلي بتلك الهدية لتكون الفرح المباغت الذي أصاب ألمي بصمت ، لذا استجديك لتكتب فرحتي، وتعلنها شكراً وحمداً!!

عندما تلقيت ذلك العطاء الرباني بين ألغام من حزن ..أفرطت في سعادتي به، و أحسست بذاتي ولدت من جديد!! أخذته بين حنايا قلبي بلطف وعانقته ، ورفعت كفي إلى السماء بشكر كثير!! رأيت طريقي أصبح ربيعاً أخضر، وسنتي عيداً أكبر !!

بين قطرات ذلك الفرح رأيت قوس أحلامي يشرق مرة أخرى، ملوناً قلبي وأيامي سعادةً وبهجةً واملاً ..!!

الحمدلله 🙂

حب قديم!!

في صغري كنت أعشق القصص، وأكثر مايستهويني “قصص التاريخ “، كنت مولعة بشخصية الفاتح، يشدني كثيراً عندما اقرأ عن أمجاده وفتوحاته، أحببت اسطنبول دون أن أراها،وخبئت حلم أن أزورها في أعماقي ولا يزال..!

قبل شهرين تقريباً زارتني القسطنطينية بعد أن كنت أنا من يتمنى زيارتها، أتتني في شكل صور وحكايات وتاريخ، قاطعةً كل البحار والحدود جواً داخل حقيبة!! تلك المدينة هي ذاتها التي أنجبت لنا سلطاناً غير كل السلاطين، من هناك أُهدي إلي ختم السلطان محمد ، حُفِرَ لي في قطعةٍ مصغرةٍ من بلاط قصره، نُحِت مذهباً كما كان يتركه بصمةً عنه في كل نصر، خَلَدهُ اسماً ورسماً ومجداً!!
حملت في قلبي كثير إمتنان لمن أهداني ذلك الإهداء الفريد “شكراً هناء، شكراً نهى”!!

اندهشت جداً عندما عرضوا علي تلك الصور وذلك التاريخ على رصيف قلبي ،عندما حكوا لي عن تلك الحضارة، عندما حدثوني عن البانوراما،تلك التي أعادتني إلى ذلك الحلم وتلك الأمنية..

http://www.panoramikmuze.com/

قالوا:”هو مبنى مقبب صمم خصيصاً لتسجيل وقائع ذلك النصر وذلك الفتح “فتح القسطنطينية”،عندما تضع رجليك داخل تلك التحفة الفنية، تجد نفسك في ساحة المعركة تحت ظلال السيوف بجانب ذلك الجيش العظيم الذي قاده الفاتح!!
تتملكك الشجاعة فتكبر بصوتك العالي، وتفخر بتاريخ أمتك وتعتز بأنك خليفة لذلك الركب!!
تسمع دوي المدافع، وصليل السيوف وصهيل الأحصنة وأصوات الانتصار تتقاذف عليك من كل حدب وصوب!!
تتأمل العزة التي فقدت، والعظمة التي رحلت، وتعد نفسك بأنك ستكون أحد من يعيد ذلك النصر وتلك الحضارة يوماً”!!

أخذ الحماس من قلبي كل مأخذ ولمعت عيني وقلت أؤمن بأن لكل أجل كتاب!! سيعود مافقدناه وقريباً بإذن الله!!
سنستعيد ماضاع، سنعمل من أجله كثيراً، يقول الدكتور طارق السويدان: عندما نكون ربانيين، متعلمين ومتقنين لتخصصاتنا ومهارات القيادة، فاهمين للحضارة والحياة سنستعيد حضارتنا وسنصنعها من جديد !!

أكثر ما انجذبت إليه في السلطان محمد الثاني من خلال تاريخه وقصصه وجهاده ، ليس جيشه الضخم ولكن شخصيته الذكية المبهرة، ذاك التخطيط الرهيب والاستراتيجية المحكمة، الإبداع الذي جعله يدبر أمر تلك القسطنطينية التي استعصت على الكثير من الخلفاء والسلاطيين قبله، ذاك الاتقان و تلك الشجاعة ماجعلاه ينتهي منها في ليلة واحدة وعلى حين غفلة من البيزنطيين، كان قائدا ربانيا حكيماً حتى أنه مات مجاهداً في طريقه لفتح ايطاليا”روما”ولم تفتح بعد..!!
ذلك الفتح وتلك الشخصية بكل حذافيرها أصبحت تتربع عرش عقلي، ولن يزول تأثيرها عن قلبي وفي التاريخ!!
لله درك أيها الفاتح!!

بيني وبينها.. حوار!!

هذيااان ساقني لمخاطبة الدنيا..

أتيتها مثقلة بألامي، وألتحفني الأرق عند منامي، فأستجمعت الشجاعة بين أنفاسي وفي أعماقي،وخاطبتها بثقة تملأ كياني!!
مايوجد بين سطوري “بديهة” ولكني ألقي بها في قاع أفكاري فأنساها!!


بدأتها مخاطبة .. أيتها الدنيا،،
ألا تشعرين أن مقاسك أصبح ضيقاً جداً حتى أني لم أعد أجد لي مكاناً أقف عليه في أرضك؟ إنكِ تخنقينني.. تميتينني في كل مرة.. صحيح أنكِ تتزينين لي، وتريني جانباً أحبه، بل أعشقه.. ولكنك أيضاً تتربصين لي في زوايا لا أعلمها..وتنتظريني في أماكن غير متوقعة!! إنك حريصة على تدميري وأنا التي يجب أن أكون متماسكة، قوية في وجهك، بيد أني أنسى أن طبعك الغدر وقد تغدرين بي في أية لحظة!!
الدنيا: هل هذا يعني أنكِ تريديني أن أكف عنك؟ كيف ذلكِ وأنتِ مازلتِ هنا!! هنا تعيشين.. في الدنيا!! إنكِ منذ زمن في سبات عميق، لن تفلحي على منعي منك، أعدك!!
أنا : أعلم، أعلم.. ولكن أريدك فقط أن تتركيني وحدي عندما تجدينني في قمة السعادة والإطمئنان؟! عندما أمارس ما أريده بحب ؟! لا تخطفي أفراحي مني !!
الدنيا: هه، وتحسبين الأمور بهذه البساطة؟! أتتوقعين أن هذا الكوكب أو هذه البقعة هي النعيم؟! إنكِ في الدنيا !! سأخبركِ بسر صغير عله يوقظك رغم أني أشك في ذلك، أنا الدنيا جسر العبور بين التعب والمعاناة والفرح والهم المؤقت إلى النعيم المؤبد، لذا احرصي على أن تعيشيني بإيمان.. إن كنتِ تستطعين السيطرة على نفسك!!
أنا: أتقصدين بالإيمان.. أن تكون حياتي كلها لله؟!
الدنيا: اووه، وتعرفين ماهو الإيمان أيضاً، إذن لمَ الغضب، ذلك مايجب عليكِ فعله!!
أنا: ولكن البصيرة، البصيرة تغيب عني أحياناً حتى أجد نفسي ساخطة عليكِ أيتها الدنيا!! ذلك عندما لا أستطيع الإحتفاظ بأحلامي من فقد أو بكاء ؟! عندما أجد السعادة تهرب مني، فأغرق في بحر الدموع دائماً، إنكِ فرح يختطفني ثم يلقيني في دوامة الهموم، أنت السراب الذي ألهث خلفه دون أن أبلغ فيه الأبدية في أي شيء،أنت لستِ سوى زينة مؤقتة ، وجرعة مخدرة!! رغم أنه يقينا هناك رسائل من الله مخبأة بين كل تلك الأحزان والمعاناة لتعينني ، وتشحنني بالصبر!!
الدنيا: لن أدوم طويلاً وأنت تعلمين ذلك، فقط سأذكرك بأنني أتحداكِ أن تواجهينني بعد الآن بإيمان يفوق إيمانكِ اليوم!!
أنا: سأحاول جاهدة رغم أن إيماني يزيد وينقص، وأنكِ تضعفينني فأهرع لملذاتك مستمتعة، وأحياناً أجد حبك يتملكني حتى أنسى أن أكون لرب العالمين خالصة.. في عباداتي ومعاملاتي على سواء!! ولكنك لن تغلبينني فأنا أستطيع أن أصل بنفسي إلى الإطمئنان الذي يشبعها منك ويكفها عنكِ!!
الدنيا: الحذر ، الحذر، أمّا أنا لست إلا اختباراً طويلاً، وامتحاناً شديداً، فمن يصبر فله النعيم الخالد، ومن ينزلق سينتهي به الحال في سعير حارق!! فقط الذي يصبر.. تذكري هذا!!
أنا: أتعرفين الجنة ؟ عندما أتذكر الجنة تهونين عندي فما أحقركِ، إن الجنة هي ملاذي وهدفي، هي من يلبسني البقاء، ويحولني إلى بياض لا نهاية له ، إنها العيد الذي لا ينتهي،الجمال الذي لا يقارن، والجزاء الأبدي الذي يمنحه الله لأهل الإيمان !! لذا سأعمل جاهدة لكل مايوصلني إليها، غير آبهة بكِ أيتها الدنيا!!
“اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا، اللهم آمين “